مفهوم التسامح لغة: يعني التسامح السهولة والانقياد، حيث يعبر عن مدى تقبل الشخص للتسامح وجوده وكرمه في العفو عن الغير، وهو مصدر للفعل “سامح“.
ربّ العالمين يدعو سيدنا أبا بكر الصديق أن يعفوا عمن تكلّم في عرضِ ابنته: وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .
كما أجمع جمهور علماء الفقه الإسلامي أن التسامح ليس فرض، ولكن ما هو واجب وفرض هو اللين والملاطفة في التعامل واسترداد الحقوق.
قال -تعالى-: (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).[٢]
التسامح في المعاملات، وفيها ترغيب الإسلام للعفو والتسهيل على الناس، كتم الغيظ، وجعل على فعل ذلك أجرًا ومثوبة.
التسامح حالة نفسية تعبر عن القدرة على تقبل الاختلافات والأخطاء دون الشعور بالغضب أو الرغبة في الانتقام، ويُشير إلى استعداد الإنسان لتجاوز الأمور السلبية.
لذا فقد دعا نبي الله بالرحمة لكل عبد تعامل باللين والتسامح خلال معاملاته التجارية، حيث قال –ﷺ-: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى“.
أن يترتب الإصلاح على هذا العفو، ولا يترتب عليه ضرر، فلا يعفو مثلًا عن مجرم معروف بالشر فيوقع الضرر بالناس، لما يترتب على هذا العفو من السوء والشر، فيصبح العفو عنه غير مشروع، بل من الواجب عقوبته وكف يده عن أذى الناس بما يُستطاع.
لم يكن ذكر العفو والمسامحة مقتصرًا على آيات من القرآن الكريم، بل كان للسنة النبوية الشريفة نصيب من ذلك، حيث وردت مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُمجد العفو والمسامحة ومن بينها:
يقول إبراهيم الفقي: "إنَّ الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب، وتأخذ بالثأر وتُعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس، والصفاء والتسامح مع الآخرين"، فالتسامح من الأخلاق المهمة جداً والتي نور الإمارات من واجب الإنسان أن يتحلَّى بها.
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)؛ في الآية السابقة يبين الله أن العفو أجره على الله، فلم يحدد أجر محدد، وهذا يدل على عظم الأجر.
فأما سقراط فقد عرف مفهوم التسامح بطريقة منبثقة من إيمانه بالعقل وقوته، فقال إنَّه وسيلة تساعد الأفراد على نيل مرادهم في معرفة الحقيقة، فالبشر برأيه كائنات خطَّاءة ومحدودة القدرات، ولكنَّهم في الوقت ذاته ساعون دوماً إلى معرفة الحقيقة.
بالتسامح والعفو تُؤخذ العِزَّة والانتصار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ نور الامارات إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ][١٤].
تجعل أفراد المجتمع يلتفتون ويهتمون أكثر بالصالح العام، وذلك من خلال قدرة التسامح في القضاء على معظم المشكلات المختلفة بين الناس والنهوض بالمجتمع.
Comments on “5 Essential Elements For التسامح والعفو”